أنواع الكسور

تُعد الكسور من الإصابات الشائعة التي يمكن أن تصيب العظام في جسم الإنسان نتيجة التعرض لحوادث مختلفة مثل السقوط، الحوادث المرورية، الإصابات الرياضية، أو حتى نتيجة أمراض تُضعف العظام مثل هشاشة العظام. تنوع الكسور يتوقف على شكل الكسر، مكانه، شدة الإصابة، وكيفية تأثيرها على الأنسجة المحيطة. دراسة أنواع الكسور وفهمها يمثل محورًا هامًا في طب العظام لأن نوع الكسر يُحدد خطة العلاج ومدة الشفاء ومخاطر المضاعفات المحتملة.

تعريف الكسر

الكسر هو انقطاع أو شق في استمرارية العظم نتيجة لتعرضه لقوة تفوق قدرته على التحمل. قد يكون الكسر كاملاً بحيث ينفصل العظم إلى جزئين أو أكثر، أو قد يكون جزئيًا مع بقاء العظم متماسكًا جزئيًا. تصنف الكسور بناءً على عدة معايير تشمل نمط الكسر، مدى استقراره، تضرر الأنسجة المحيطة، ووجود اختراق للجلد.

التصنيفات الرئيسية للكسور

يمكن تقسيم الكسور إلى أنواع رئيسية وفقًا لشكلها وطبيعتها الطبية:

1. الكسر المغلق (Closed Fracture)

في هذا النوع من الكسور، يظل الجلد المحيط بالعظم سليماً دون أي جرح خارجي. يقتصر الضرر على العظم الداخلي مع احتمالية حدوث تورم أو كدمات في المنطقة المصابة. يُعتبر الكسر المغلق أقل خطورة من الكسر المفتوح من حيث احتمالية العدوى ولكنه قد يُسبب مضاعفات مثل انضغاط الأعصاب أو الأوعية الدموية.

2. الكسر المفتوح (Open Fracture)

يتميز الكسر المفتوح بوجود جرح خارجي حيث يخترق طرف العظم الجلد. هذا النوع من الكسور يعرض المصاب لخطر عالٍ للإصابة بالعدوى البكتيرية والتلوث، وغالباً ما يتطلب تدخلاً جراحيًا طارئًا لتنظيف الجرح وتثبيت العظام.

3. الكسر المستعرض (Transverse Fracture)

يتكون هذا الكسر عندما يحدث خط الكسر بشكل أفقي عبر العظم. عادة ما ينتج عن ضربة مباشرة قوية للعظم. يتميز بسهولة التشخيص عبر الأشعة ويحتاج لتثبيت دقيق لضمان التحام العظم في خط مستقيم.

4. الكسر الحلزوني (Spiral Fracture)

يحدث هذا النوع نتيجة تعرض العظم لقوة التواء مفاجئة، مما يؤدي إلى التواء العظم وانفصاله بشكل حلزوني. تنتشر هذه الكسور في الأطراف وغالبًا ما تكون مصحوبة بإصابات الأنسجة الرخوة.

5. الكسر المائل (Oblique Fracture)

يتكون الكسر المائل بزاوية غير قائمة على محور العظم. عادةً ما ينجم عن قوة ضغطية مائلة أو صدمة جانبية قوية. قد يتداخل طرفا العظم في هذا النوع من الكسور، مما يستدعي تصحيح الوضع وإعادة المحاذاة بدقة.

6. الكسر المفتت (Comminuted Fracture)

في هذا النوع يتفتت العظم إلى عدة شظايا صغيرة. ينتج عن صدمات شديدة مثل الحوادث المرورية، ويعد من أكثر الأنواع تعقيدًا في العلاج، حيث يتطلب غالبًا تثبيت داخلي باستخدام صفائح أو مسامير معدنية.

7. الكسر الشعري (Hairline Fracture)

يعرف أيضاً بالكسر الدقيق، وهو عبارة عن شق صغير جدًا في العظم يصعب اكتشافه بالأشعة في المراحل الأولى. غالبًا ما يصيب الرياضيين نتيجة الإجهاد المستمر على العظام.

8. الكسر الانضغاطي (Compression Fracture)

يحدث عادة في العظام الإسفنجية مثل فقرات العمود الفقري، ويكون نتيجة ضغط مفرط على العظم يؤدي إلى انهياره جزئيًا. شائع في كبار السن وخاصة مرضى هشاشة العظام.

9. الكسر الانفصالي (Avulsion Fracture)

في هذا الكسر ينفصل جزء من العظم نتيجة قوة شد مفاجئة من وتر أو رباط. يتكرر حدوثه عند الرياضيين بسبب الحركات السريعة أو القوة المفاجئة على العضلات.

10. الكسر الانغراسي (Impacted Fracture)

يحدث عندما تدفع قوة خارجية طرفي العظم ليغرز أحدهما في الآخر. يتطلب العلاج إعادة العظام إلى وضعها الطبيعي وقد يحتاج لتثبيت جراحي.

11. الكسر البسيط والكسر المعقد

• الكسر البسيط: ينطوي على انفصال العظم إلى جزئين فقط مع حد أدنى من الأضرار المحيطة.

• الكسر المعقد: يصاحبه تضرر في الأنسجة الرخوة، الأوعية الدموية، الأعصاب أو وجود شظايا عظمية متعددة.

12. الكسر المرضي (Pathological Fracture)

يحدث هذا الكسر نتيجة ضعف العظام بسبب أمراض كامنة مثل السرطان، هشاشة العظام، أو أمراض التهابية مزمنة. يتطلب التعامل معه معالجة السبب المرضي بجانب علاج الكسر.

13. الكسر الناتج عن الإجهاد (Stress Fracture)

ينجم عن تعرض العظم لإجهاد متكرر ومتواصل مثل الركض لمسافات طويلة أو الحركات المتكررة في بعض الرياضات. يتطور تدريجيًا وقد يسبب ألمًا مزمنًا في حال إهماله.

14. كسور الأطفال (Greenstick Fracture)

يتميز هذا الكسر بحدوث انثناء في العظم بدلاً من كسره التام، حيث أن عظام الأطفال تكون أكثر مرونة من عظام البالغين. يُعد شائعًا في المراحل العمرية المبكرة ويشفى عادة بسرعة أكبر.

مقارنة بين أنواع الكسور

يُوضح الجدول التالي مقارنة بين أبرز أنواع الكسور من حيث الأسباب، درجة الخطورة، وطرق العلاج:

آلية شفاء الكسور

تمر العظام بعملية شفاء معقدة تعتمد على التداخل بين عوامل خلوية وهرمونية وميكانيكية. مراحل الشفاء تتضمن:

1. مرحلة الالتهاب: تبدأ فور حدوث الكسر، حيث يتكون تجمع دموي (ورم دموي) حول الكسر وتُفرز مواد كيميائية تجذب الخلايا المسؤولة عن الالتئام.

2. مرحلة التكوين الليفي الغضروفي: يتشكل نسيج لين يربط طرفي الكسر، يسمى الكالس الليفي الغضروفي، يعمل على تثبيت العظم مؤقتاً.

3. مرحلة التكلس: يتحول النسيج الليفي إلى نسيج عظمي صلب تدريجياً من خلال ترسيب الكالسيوم.

4. مرحلة إعادة التشكيل: يتم فيها تعديل شكل العظم ليعود إلى طبيعته ويستعيد قوته الأصلية.

مدة الشفاء تختلف حسب نوع الكسر، عمر المريض، الحالة الصحية العامة، ومدى الالتزام بالعلاج.

المضاعفات المحتملة للكسور

قد تنجم عن الكسور مضاعفات خطيرة في حال عدم التشخيص أو العلاج المناسب، ومن أبرز هذه المضاعفات:

• العدوى: خاصة في الكسور المفتوحة.

• تجلط الأوردة العميقة: بسبب قلة الحركة لفترات طويلة.

• تشوه العظم: نتيجة سوء الالتئام أو الانحراف.

• تضرر الأعصاب أو الأوعية الدموية: في حالات الكسور القريبة من المفاصل.

• تيبس المفاصل: نتيجة تثبيت لفترات طويلة دون إعادة تأهيل.

• الشلل: في حال إصابة العمود الفقري أو الأعصاب الرئيسية.

أساليب التشخيص

تعتمد عملية التشخيص على الفحص السريري الدقيق والتاريخ المرضي مع الاعتماد على وسائل التصوير مثل:

• الأشعة السينية (X-Ray): الأداة الأساسية لتحديد موقع الكسر وشكله.

• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم لتقييم الأنسجة الرخوة المحيطة بالكسر.

• التصوير المقطعي المحوسب (CT-Scan): يوفر دقة أعلى في حالات الكسور المعقدة.

خيارات العلاج

يختلف العلاج بناءً على نوع الكسر وموقعه وشدته، ويشمل:

• التثبيت الخارجي: باستخدام جبيرة أو جبس لتثبيت العظم.

• التثبيت الداخلي: بواسطة صفائح، مسامير، أو قضبان معدنية في الجراحة.

• العلاج التحفظي: يشمل الراحة، تخفيف الحمل على الطرف المصاب، واستخدام المسكنات.

• العلاج الطبيعي: ضروري لاستعادة قوة المفاصل والعضلات بعد إزالة التثبيت.

• التدخل الجراحي: في الكسور المفتوحة، الكسور غير المستقرة، أو الكسور التي لم تلتحم بشكل صحيح.

الوقاية من الكسور

تشمل وسائل الوقاية من الكسور:

• الحفاظ على كثافة العظام من خلال التغذية السليمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د.

• ممارسة الرياضة بانتظام لتقوية العظام والعضلات.

• اتخاذ تدابير السلامة أثناء ممارسة الرياضة وقيادة المركبات.

• علاج هشاشة العظام في مراحلها المبكرة.

• تفادي الحركات الخطرة أو رفع الأوزان بطريقة خاطئة.

المصادر

• Rockwood and Green’s Fractures in Adults, 8th Edition.

• AO Foundation, Fracture Classification Overview.